تحليل حصري: وضع صرف الدولار الأمريكي في الدول العربية والعالمية
يشهد الدولار الأمريكي اليوم، 22 ماي 2025، حالة من التذبذب في الأسواق العالمية والعربية نتيجة تغيرات اقتصادية متسارعة، أهمها تصاعد المخاوف حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وتباطؤ وتيرة رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هذه العوامل أدت إلى تراجع الثقة النسبية في العملة الأمريكية وارتفاع بعض العملات المنافسة في مقابلها.
على الصعيد العالمي، تأثرت قوة الدولار بزيادة الحديث عن التوجه نحو تنويع سلال الاحتياطيات النقدية في بعض الدول الكبرى، مثل الصين وروسيا، ما ساهم في إضعاف هيمنته التقليدية. اليورو والجنيه الإسترليني، على سبيل المثال، عرفا اليوم ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار، بدعم من بيانات اقتصادية إيجابية في أوروبا وتوقعات بتحسن النمو في النصف الثاني من السنة.
أما في الأسواق الآسيوية، فقد شهد الدولار انخفاضًا تدريجيًا أمام الين الياباني واليوان الصيني، في ظل مساعٍ إقليمية لتعزيز التجارة بالعملات المحلية وتخفيف الاعتماد على الدولار في التبادلات الثنائية.
في الوطن العربي، يختلف تأثير هذه التقلبات من دولة لأخرى. ففي دول الخليج، التي تربط عملاتها بالدولار، مثل السعودية والإمارات وقطر، يظل سعر الصرف ثابتًا تقريبًا، ما يوفر استقرارًا نسبيًا ويحد من أثر الانخفاض العالمي للعملة الأمريكية على الأسواق المحلية.
أما في دول مثل مصر والمغرب وتونس، فتتأثر قيمة العملة المحلية بشكل مباشر بتحركات الدولار. في مصر، يتواصل الضغط على الجنيه في ظل ارتفاع الطلب على الدولار وتراجع التحويلات الخارجية. وفي المغرب، أدى ارتفاع قيمة الدولار إلى زيادة تكاليف الاستيراد، ما ينعكس على الأسعار المحلية وميزان المدفوعات. أما في لبنان، فلا يزال سعر صرف الدولار في السوق السوداء هو المعيار الحقيقي، وسط غياب سياسة نقدية واضحة.
من الواضح أن مستقبل الدولار في الأسواق العالمية لم يعد مضمونًا كما كان في السابق. التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها الولايات المتحدة تلقي بظلالها على عملتها، مما يدفع العديد من الدول، خصوصًا العربية، إلى التفكير جديًا في إعادة صياغة سياساتها النقدية وتنويع مصادر قوتها المالية لتفادي الأزمات المستقبلية المرتبطة بتقلبات الدولار.

0 comments:
Enregistrer un commentaire